بقلم: سلوى المؤيد
......................
يشهد التاريخ الإسلامي بعمق العلاقة الحميمة بين الفاروق عمر بن الخطاب والإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنهما .
كان على بن أبي طالب يعتبر عمر بن الخطاب مثل أباه الروحي وكان ملاصقاً له طوال حياته الطاهرة ..حيث وجدت الكثير من الأدلة التي تثبت ما ذكرت سأوردها جميعاً في هذه الحلقات إلى أن أنتهي من جميع ما حصلت عليه من معلومات عن هذين الصحابيين الجليلين. بدأت هذه العلاقةالروحية الحميمة منذ أن أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. وكانت أعز أمنيات النبي صلى الله عليه وسلم أن يسلم هذا الرجل القوي المتعلم المخلص لما يؤمن به ..وكان علي بن أبي طالب يشارك الرسول الكريم هذه الأمنية لينتشر الإسلام بإقويائه .
لذلك قال على بن أبي طالب رضي الله عنه عندما سمع بإسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
“ذلك أمرؤسماه الله الفاروق فرقّ به بين الحق والباطل ،وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "أللهم أعز الإسلام بإحد العمرين "أخرجه الترمذي
وكان الني صلى الله عليه وسلم يقصد بالعمرين ،عمر بن الخطاب وعمر بن هشام نظراً لما علم منهم من علم وثقافة وخلق.
وعندما حانت هجرة المسلمين من مكة إلى المدينةةلما تعرضوا له من أذى كانوا يهاجروا بالخفاء لكي لا يتعرضوا لهجوم الكفار ، لكن عمربن الخطاب رفض أن يفعل ذلك وأعلن إسلامه وهجرته وسط أهل قريش
فقال عنه على بن أبي طالب رضي الله عنهما
“ما علمت أن أحد من المهاجرين هاجر متخفياً إلا عمر بن الخطاب ..فإنه عندما أهم بالهجرة تقلد قوسه وانقضى في يده سهماً ،ومضى إلى الكعبةوالملأ من قريش في فنائها فطاف بالبيت سبعاً متمكناً ثم أتى المقام "مقام إبراهيم "فصلى ثم وقف وقال لهم
شاهت "قبحت" الوجوه ،من أراد أن تثكله أمه (تفقده) أو يرمل زوجته فليتبعني وراء هذا الوادي "
وفي منا سبة أخري تحدث علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن اعتزاز الرسول الكريم بعمر وأبوبكر الصديق رضي الله عنهما حيث قال
“كنت جالساًعند رسول الله صلى الله عليه وسلم .فأقبل أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فقال عليه السلام
“هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين
عليهم السلام ،ولا تخبرهما يا علي "
وكان علي رضي الله عنه يقول أنه طالما سمع الرسول الكريم يقول "جئت مع أبو بكر وعمر ورحت مع أبو بكر وعمر " .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد ربى عمر بن الخطاب عى التفقه في الدين الإسلامي ،لإنه كان يميل إلى تأمل الأشياء والتفكر قبل أن يصدر الحكم على أحد ،وكانت أحكامه تعبر عن حكمته وسعة أفقه وعمق مداركه وذكاء قلبه وغزارة علمه وتبصره الدقيق في الناس والحياة.
و كان لعمر بن الخطاب مكانة كبيرة في الجاهلية وفي الإسلام
كان علي بن أبي طالب يؤيد اجتهاد عمربن الخطاب رضي الله عنه فيما يتعلق بإحكام الدين الإسلامي التي لا يوجد لها نص أثناء حكمه
فعندما أصبح عمر بن الخطاب رضي الله عنه خليفة للمسلمين دعى إلى صلاة التراويح بعد أن كان يرى المسلمين يصلون فرادى في رمضان
فقال لهم "والله لإظن لو جمعنا هؤلاء على قاريءواحد (أي إمام واحد )لكان أمثل " أفضل" “ ،
فأمر أبي بن كعب أن يكون إمامهم في رمضان .
ثم أرسل إلى حكام سائر بلاد الدول الإسلامية يدعوالناس لصلاة التراويح في شهر رمضان .
ومر علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالمساجد في رمضان فرآها مضيئة وعامرة بالمصلين، وكانت من قبل تغلق أبوابها بعد صلاة العشاء في رمضان،
فقال"نوّر الله لعمر في قبره،كما نور المساجد بالقرآن "
وهكذا أصبح الناس يصلون التراويح في رمضان ويقرأون القرآن ويتدبرون فيه خلاله.
والى الحلقة الثانية بإذن الله غداً